Home إنتاج جديد من ألف اختراع واختراع

إنتاج جديد من ألف اختراع واختراع

إنتاج جديد من ألف اختراع واختراع

تُطلق مؤسسة ألف اختراع واختراع بالتعاون مع التقدم العلمي للنشر والتوزيع، إحدى المراكز المنبثقة عن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إنتاجاً جديداً يتضمن كتاباً موجهاً للناشئة عن ثلاثة من ألمع العلماء الذين برزوا في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وهم الإخوة بنو موسى بن شاكر.

نشأ بنو موسى في بغداد في القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي: أكبرهم محمد، وكان مختصّاً بعلم الفلك وله اهتمامات علمية أخرى واسعة، وأوسطهم أحمد وكان شغوفاً بعلم الميكانيك، أمّا أصغرهم الحسن فقد كان مولعاً بالرياضيات. شكّلوا فريقاً علمياً معرفياً متكاملاً، وأسهموا بشكل فعّال وحيوي في الحركة العلمية والثقافية في بغداد.

يُبرز كتاب “بنو موسى وعلم الحيل” والفعاليات المرافقة له جوانب من أعمال الإخوة الثلاثة، ويدعو القراء والزوار إلى التعرف إلى بعض أسرار ومبادئ علم الحيل عن طريق عرض عدد من الأجهزة والآلات التي صمّمها بنو موسى، ويشرك القارئ في التفكير في كيفية صنع تلك الأجهزة وآلية عملها واستخداماتها، ويعطيه الفرصة للقيام بتجارب علمية ممتعة بأسلوب مبسط يهدف إلى إيقاد شعلة الابداع والشغف بالعلوم لدى الناشئة.

يرافق إطلاق الكتاب فعاليات متعددة تتضمن عروضاً مسرحية وعلمية شائقة للأطفال وورشات علمية مستوحاة من الأعمال العلمية الرائدة في علم الحيل الهندسية، هادفين من ذلك إلى تعريف الناشئة بتاريخهم وإرثهم الحضاري وتشجيعهم على أخذ العلماء والمفكرين من الحضارة الإسلامية والعربية كقدوة لهم للسعي نحو بناء مستقبل أفضل.

وفي هذا السياق أضيفت فعاليات تصل الحاضر بالماضي لتعليم الأطفال والناشئة لغة البرمجة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المستقبلية وذلك للتعريف بأهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في عصرنا الحديث.

تستمر العروض في معرض الكويت الدولي للكتاب حتى 24 نوفمبر / تشرين الثاني. 

كتاب الحيل

وصف بنو موسى في كتابهم 100 جهاز ميكانيكي بشروح تفصيلية ورسوم توضيحية لطرائق تركيبها وصنعها وتشغيلها.

ففي الكتاب وصف لأباريق تختلف طريقة عملها باختلاف طريقة تحكّم المستخدم بها، وجِرار تُصبّ فيها سوائل متنوعة فلا تختلط، وأخرى تُصبّ منها كميات محددة من الماء تلقائياً بانتظام، وفوانيس لا ينقص زيتها، ونوافير تغيّر أشكالها تلقائياً، وتماثيل تتصرف كأنّها ترى، وأحواض لسقاية المواشي لا ينقص ماؤها، إضافة إلى جهاز لرفع الأغراض الملقاة في قيعان الآبار والأنهار، وصفارة تصدر صوتاً إذا ما غطست في الماء وغيرها كثير من الأجهزة.

تُقدّم بعض الأجهزة حلولاً عملية تساعد الناس في حياتهم اليومية، أمّا بعضها الآخر فهو مُبهر للناظر كأنّها من صنع ساحر. لقد قدّم بنو موسى في تصاميمهم أجهزة سحريّة الظاهر تعتمد في جوهرها على سحر العلوم الأساسية، كمبادئ علم سكون السوائل وعلم حركة الهواء والمبادئ المتعلّقة بأعمدة المرافق والصمّامات ذاتيّة التشغيل. نعرض هنا بعضاً من الأجهزة المعروضة في كتاب “بنو موسى وعلم الحيل”:

الجرّة الصديقة للبيئة

صمّم بنو موسى هذه الجرّة بحيث يخرج الماء منها بمقدار محدد عند فتح الصنبور، ثم ينقطع، وبعد فاصل زمني معين ينساب الماء مجدداً. يتكرر هذا الأمر حتى يفرغ محتوى الجرّة من الماء. وذلك يُشبه ما نراه عادة في مغاسل الحمّامات العامة الحديثة.

القمقم المسكون

إناء عجيب برأسين، إذا صُبّ ماء في أحدهما، وعصير برتقال في الآخر لا يختلط السائلان. وإن تمّ سكبهما من الإناء، فإنّ الماء يخرج من الرأس الذي صُبّ فيه العصير، والعكس بالنسبة إلى العصير؛ فسيخرج من الرأس الذي صُبّ فيه الماء.

الإبريق المزاجي

في هذا الجهاز حيلة عجيبة، فهو إبريق يصبّ الماء لمن يروق له، ولا يصبّه لمن لا يعجبه، وقد وظّف بنو موسى بعض مبادئ الفيزياء في تصميمه. فكيف يعمل هذا الجهاز يا ترى؟